الخميس، 29 يناير 2015

الجيش المصرى
القُوّات المُسَلَّحَة المِصْرِيَّة هي القوات المسلحة النظامية لجُمهورِيةُ مِصرَ العَرَبيةِ، وتنقسم إلى ثلاث أفرع رئيسية، هي قوات الدفاع الجوي، القوات الجوية، القوات البحرية، بالإضافة إلى القوات البرية (وهو مسمى غير رسمي ولا يوجد له قيادة خاصة بالجيش المصري ولكن اشتهرت به القيادات الست لكل من الجيش الثاني، الجيش الثالث، المنطقة المركزية، المنطقة الشمالية، المنطقة الجنوبية، المنطقة الغربية). يصنف الجيش المصري على أنه الأقوى عربياً[11] وأفريقياً[12] ويأتي في المرتبة الثالثة عشر على مستوى العالم طبقاً لتصنيف موقع «جلوبال فاير باور» العسكري في عام 2014.[13][14]
تخضع جميع أفرع ومناطق وقوات وهيئات وأجهزة وإدارات القوات المسلحة لقيادة وزارة الدفاع التي يترأسها القائد العام للقوات المسلحة،[15] ويشغل هذا المنصب حاليا الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي.[16] والقائد الأعلى للقوات المسلحة هو رئيس الجمهورية عملا بالدساتير بدءا بدستور 1954،[17] ويشغل المنصب حاليا عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الحالي. يتكون المجلس الأعلى للقوات المسلحة من 23 عضواً، يترأسه وزير الدفاع القائد العام وينوب عنه رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ويتكون المجلس من: قادة الفروع الرئيسية للقوات (الجوية - البحرية - الدفاع الجوي - حرس الحدود) وقادة الجيشين (الثاني والثالث) وقادة المناطق العسكرية (المركزية - الشمالية - الغربية - الجنوبية) ورؤساء الهيئات العليا (العمليات - التسليح - الإمداد والتموين - الهندسية - التدريب - المالية - القضاء العسكري - التنظيم والإدارة)، ومديري إدارتي (شئون الضباط والمخابرات الحربية)، ومساعد وزير الدفاع للشئون الدستورية والقانونية وأمين عام وزارة الدفاع (أمين سر المجلس).[18][19] يعد الجيش المصري من أقدم الجيوش النظامية في التاريخ، بدأ أول حروبه من أجل توحيد مصر على يد الملك مينا عام 3200 ق.م.، وعلى مدى هذه القرون خاض العديد من الحروب والمعارك الكبرى على مدى العصور بدءاً من العصر الفرعوني ومروراً بالعصور البطلمية والرومانية والإسلامية وحتى العصر الحديث.[20][21][22][23]
يتنوع تسليح الجيش المصري بين التسليح الشرقي والغربي، حيث يستخدم قطع ومعدات تأتي من عدة دول عن طريق التعاون عسكري المتبادل معها، ومنها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وإيطاليا وأوكرانيا والصين وبريطانيا وإيطاليا، كما يتم تصنيع العديد من المعدات محلياً بالمصانع الحربية المصرية.[13][24][25][26][27]

محتويات

نشأة وتطور العسكرية في مصر

الجيش القديم

أحمس الأول قائد الجيش المصري يحارب الهكسوس عام 1700 ق.م.
أنشئ أول جيش نظامي في العالم في مصر حوالي سنة 3200 ق.م. بعد توحيد الملك مينا لمصر.[28] وأصبح أقوى جيش في العالم وبفضله أنشأ المصريون أول إمبراطورية في العالم الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوباً ومن العراق شرقاً إلى ليبيا غرباً، وقد كان ذلك هو العصر الذهبي للجيش المصري. كان المصريون هم دائماً العنصر الأساسي في الجيش المصري، وكان الجيش يتكون من المشاة والعربات التي تجرها الخيول والرماحين وجنود الحراب والفروع الأخرى والأسطول الذي كان يحمى سواحل مصر البحرية كلها إضافة إلى نهر النيل. وقد قدمت العسكرية المصرية القديمة العديد من القواد كالإمبراطور تحتمس الثالث أول إمبراطور في التاريخ وهو الذي أنشأ الإمبراطورية المصرية وفي رصيده العديد من المعارك والحروب أشهرها معركة مجدو. وفي الدولة الحديثة استطاع الملك رمسيس الثاني خوض العديد من الحروب التي انتصر فيها الجيش المصري على الحيثيون والرومان والإغريق وكان نقطة قوة الجيش المصري أنه لم يكن يعتمد على المرتزقة الأجانب بل كل أفراده من المصريين وذلك من خلال نظام الخدمة الإلزامية والاستدعاء للخدمة أثناء الحرب، ثم جاء أحمس والذي يعتبر مؤسس الدولة الحديثة حيث هزم الهكسوس الذين غزوا مصر عام 1789 ق.م.،[29] وظلوا بها لمدة قرن كامل يحتلونها حتي استطاع أحمس طردهم منها.[1][30][31][32][33][34][35]

العصر الإسلامي

رسم «صلاحُ الدين ملك مصر»، من مخطوطة كتابيَّة تعود للقرن الخامس عشر الميلاديّ.
عقب دخول الإسلام مصر عام 640، أصبح الجيش ومهام الدفاع قاصرة على المسلمين فقط ويعفى منها غير المسلمين نظير جزية سنوية، وتواكباً مع إنشاء الدواوين في عهد عمر بن الخطاب، قام عمرو بن العاص والذي أصبح والياً على مصر، بتأسيس ديوان للجند فيها، حيث كان يتم تسجيل أسماء الجنود ورواتبهم لأول مرة، ونظراً لأهمية موقع مصر فقد تم الاهتمام بإنشاء حامية فيها وتقويتها حتى وصلت إلى 13 ألفاً،[36] وفي عهد عثمان بن عفان شن البيزنطيون حرباً بحرية ضد مصر تصدى لها عبد الله بن أبي السرح والي مصر وقتها، واستطاع الانتصار في معركة ذات الصواري،[37] وفي عهد الخليفة عثمان بدأت أولى محاولات فتح الدول المجاورة، حيث بدأت بمدينة برقة وفي عهد معاوية استطاعت مصر فتح إفريقية وتأسيس مدينة القيروان، وكانت مصر وقتها هي القاعدة لشن هذه الفتوحات.[38]
وفي عهد الدولة الطولونية بدأ الاستعانة بالعناصر المصرية والتركية والسودانية،[39] وبدأ أحمد بن طولون في تأسيس جيش خاص به ومنفصل عن الخلافة العباسية، وقد بلغ الجيش الطولوني في أمجد أيامه 100 ألف مقاتل،[40] وفي عهد الفاطميون اهتموا جيداً بشئون الجيش وتحصين مدينة القاهرة التي أسسوها وقاموا بإنشاء أسوار حولها والبوابات الشهيرة، وتوسعت الدواوين التي تشرف على الجيش، حيث أصبح الديوان يسمى بديوان الجيش وتم إنشاء ديوان الرواتب وديوان الإقطاع، وكان قائد الجيش يسمى وقتها بـ «اسفهسلار العسكر» وسمي أيضا بعون العساكر ومدبر الجيش، وكان أمراء الجيش يشرفون على إدارة الأمور العسكرية، وخصص الفاطميون ثلث الخراج من أجل الجيش،[41] وفي عهد الفاطميون شهدت مصر حروب واسعة مع القرامطة والبيزنطيون والصليبيون ومنها معركتي عسقلان وبلبيس عام 1099.[42][43]
قلعة صلاح الدين، أحد أهم المنشآت العسكرية في العصر الإسلامي
وفي عهد الناصر صلاح الدين الأيوبي زاد الاهتمام بالجيش وبالمنشأة العسكرية لتأسيس جيش قوي قادر على التصدي لهجمات الصليبين، حيث قام صلاح الدين باستكمال بناء الأسوار وتأسيس قلعة الجبل (والتي سميت باسمه) وكذلك قلعة جزيرة فرعون بمدينة طابا لحماية خليج العقبة، كما قام بتقسيم الجيش إلى فرق وسمى كل واحدة منها باسم أحد القادة العظام مثل الأسدية والصلاحية وغيرها، وبلغ عدد فرسان الجيش في عهده إلى 8640 فارساً،[44] واستطاع صلاح الدين بجيشه المكون من جنود مصر والشام الانتصار في معركة حطين وخوض معارك في صور وعكا والرملة، كما استطاع الملك الكامل التصدي لهجمات الصليبين على دمياط والقاهرة،[45][46] وفي عهد الملك الصالح بدأ الاعتماد على المماليك، وترقوا في المناصب حتى وصلوا إلى القيادات العليا للجيش، وتمكنت القوات المصرية من الانتصار على الصليبين في معركة المنصورة عام 1250،[47] وفي العهد المملوكي استطاع سيف الدين قطز إعداد جيش قوي والانتصار على المغول في معركة عين جالوت،[48][49] وأستطاع الظاهر بيبرس استكمال استرداد مدن الشام من الصليبين، وفي عام 1517 تمكن العثمانيون من الانتصار على المماليك في معركة الريدانية وخضعت مصر بعدها لحكم الدولة العثمانية.[50]

الجيش الحديث

مُحمد علي يتفقد أسطوله الحديث.
بسبب طموحات مُحمد علي التوسعية وجب أن يكون لديه جيش قوى يستطيع أن يمضى قدما فاتحاً وأن يحمل عبء تأمين الوطن من الداخل، وقد داعبته تلك الفكرة بعد حملة فريزر ثم مذبحة القلعة وبدء فتح شبه الجزيرة وجاء ذلك على خلفية تشكيل الجيش المصري الذي كان يقوده في حرب الحجاز والذي يتكون من الأكراد والألبان والشراكسة الذين كان يطلق عليهم اسم (الباشبوزق) أي الجنود غير النظاميين ينضم إليهم الأعراب الذين ينضمون للجيش كمرتزقة إلا أنهم لم يجيدوا سوى تقنية (الكر والفر) من بين فنون الحرب النظامية.[2][51][52]
كانت أولى محاولات مُحمد علي لتأسيس الجيش الحديث إثر عودته من الحملة على الوهابيين عام 1815 بعد أن لاحظ أن أسلوب قتال الجيش مازال عتيقاً لا يرقى لفنون الحرب الحديثة. استقبل مُحمد علي الكولونيل سليمان باشا الفرنساوي - أحد قواد نابليون بونابرت - الذي جاء لمصر عام 1819 وكان مثار إعجاب مُحمد علي فأوكل إليه تعليم خمسمائة من مماليكه فنون القتال الحديث وذلك بأسوان حيث أسس مُحمد علي أول مدرسة حربية في 1820، وانضم إليهم خمسمائة آخرون من مماليك رجالات الوالي، هم أول نواة لجيش مصر الحديث.[2][51][52]
طلب مُحمد علي من نجله إسماعيل باشا أن يمده بنحو عشرين ألفاً من السودانيين كي يتدربوا على فنون القتال في مدرسة بني عدي،[53] إلا أن التجربة باءت بالفشل لتفشى الأمراض بين السودانيين لاختلاف المناخ. فتوجهت عينا مُحمد علي للفلاحين المصريين الذين قاوموا التجنيد بشدة لإحساسهم بأن التجنيد ما هو إلا سخرة بالإضافة لتركهم أرضهم وزراعتهم، إلا أنهم وبعد فترة أحسوا بجدوى ما يفعلون وذلك بالإضافة لإحساسهم بالكرامة تحت راية مصر.[2][51][52]
بمجيء شهر يناير 1823 تشكلت الألايات الست الأولى من أول جيش نظامي مصري ليبدأ تدريب شاق لمدة عام ونصف العام للضباط والجنود معاً،[54] ليشهد مُحمد علي في القاهرة أول عرض عسكري في يونيو 1824 لضباط وجنود جيش مصر، ويصدر الوالي أمره بإنشاء أول معسكر في الخانكة كان يضم ما بين عشرين وخمسة وعشرين ألفاً من الجنود، ثم أنشأ لهم مُحمد علي مشفى عسكري في أبو زعبل
مُحمد علي يستعرض جيشه حديث النشأة.
ثم مدرسة للطب ومن بعدها أنشأ المدرسة الحربية للمشاة ومدرسة أركان الحرب في الخانكة وبدأ العدد في ازدياد حتى وصل قوام الجيش إلى 169 ألف ضابط وجندي عام 1833 وبلغ 236 ألفا عام 1839. أنشأ مُحمد علي ديواناً للجيش أطلق عليه (ديوان الجهادية) وضع على رأسه الكولونيل سليمان باشا الفرنساوي وأوكل إليه تنظيم شئون الجيش وتأمين احتياجاته من الذخائر والمؤن.[2][51][52]
خاض الجيش المصري في عهد مُحمد علي عدة حروب منظمة منها الحملة على السودان التي دانت كلها بالولاء للمصريين نهايات عام 1822. أما ثانية الحروب المنظمة فكانت حرب المورة التي تخللها سقوط اليونان كلها في يد المصريين، حتى هبت إنجلترا وروسيا وفرنسا لاستعادة اليونان، وحاصروا الأسطولين العثماني والمصري ودكهما حتى غرقت كل القطع. بعد حرب المورة أوفد مُحمد علي نجله إبراهيم باشا على رأس حملة اجتاحت الشام ودانت له كل المدن بالولاء حتى وصل إلى قونية وصار على أعتاب عاصمة الخلافة إلا أن القوى الأوروبية أرغمته على التخلي عن الشام واحتفاظه بحكم مصر وراثياً لذريته.[2][51][52]

تنظيم الجيش في عهد محمد علي

جنود مشاة مصريون يعبرون الصحراء في عام 1857
قام سليمان باشا بتنظيم الجيش في عهد محمد علي بعد إتمام تدريبه بمدرسة المدفعية بطرة[55] ومدرسة المشاة بدمياط ومدرسة الفرسان بالجيزة[56] والمدرسة البحرية[57] فكان يتكون من:
  • المشاة: 30 ألاي في كل ألاي 4 أورط (3 للصف، 1 للاستكشاف). تتكون أورط الصف من (4 بلوكات) كل بلوك يتألف من 160 جندي و8 جاويش 16 أومباشي و4 ترمبتجي "ضارب الطبل". ويقود الأورطة خمسة ضباط. فيما تتكون أورطة الاستكشاف من (3 بلوكات) كل بلوك يتألف من 218 جندي. وكان جنود المشاة من الشباب سريعي الحركة مفتولي السواعد النشيط.[58]
  • الفرسان: 20 ألاي (8 ألايات منها تستعمل الدروع) في كل ألاي 6 أورط (5 للرماح، 1 للقربينات)، كل أورطة تتكون من 136 جندي يقودهم 5 ضباط.[58]
  • المدفعية: 3 ألايات ذات 12 بطارية (3 راكبة، 6 للاستحكامات، 3 للميدان). ويتكون ألاي المدفعية الراكبة من (6 بلوكات) بينما يتكون ألاي المدفعية المشاة من (18 بلوك).[58][59]
  • المهندسين: 4 أورط كل أورطة تتكون من 8 بلوكات (1 للألغام، 1 للكباري والجسور، 6 لحمل البلط "بلطاجية"). وتقوم تلك الأورط بإنشاء الحصون والاستحكامات والعسكرات وعمل الجسور والكباري والطرق واستغلال الغابات والمناجم.[60]
  • البحرية: تكونت القوات البحرية من السفن الكبرى المعروفة بالغليون أو القباق والفرقاطات والقراويت والغولتات والأباريق والكواتر.[61]
وبلغ مجموع قوة الجيش النظامي المصري عام 1837 123225 جندي مقسمة إلى 96999 مشاة 11684 فرسان 11600 مدفعية 2942 مهندسين. وبلغ مقدار نفقات الجيش 754604 جنيهاً مصرياً.[62]

الرتب العسكرية في عهد محمد علي

أُخذ نظام الجنود المصري في عهد مُحمد علي عن النظام الفرنسي، وترجمت اللوائح والقوانين العسكرية الفرنسية حرفياً للعمل بها بالجيش المصري، وكذلك اتبعت في الترقية بين الجنود والضباط نفس الدرجات المعمول بها في جيش فرنسا، في حين جاء الاختلاف فقط في استعمال اللغة التركية في النداءات العسكرية وكانت:[63] أومباشي (رئيس عشرة)، جاويش، باشجاويش، صول قول أغاسي (معاون اليسار)، ملازم ثان (المعاون الثاني للرئيس)، ملازم أول (المعاون الأول للرئيس)، يوزباشي (رئيس مائة)، صاغ قول أغاسي (معاون اليمين)، بكباشي/بمباشي (رئيس ألف)، قائمقام (نائب الميرالاي)، الميرالاي (أمير الألاي)، مير لواء (أمير اللواء)، قبودان (قائد سفينة)، أمير البحر (قائد الأسطول البحري)، ميرميران (أمير الأمراء)، سر عسكر (الرئيس العام للجيش وقائد القواد).[64]

أبرز الحروب الحديثة

دخول الجيش المصري لقلعه مدينة أضنة خلال الحرب المصرية - العثمانية (1831 - 1833)
على مر التاريخ خاض الجيش المصري العديد من الحروب منذ العصر الفرعوني ومروراً بالعصر الإسلامي ووصولاً لعهد الدولة المصرية الحديثة لعدة أسباب مختلفة منها توسيع النفوذ بغرض حماية العمق الإستراتيجي للحدود المصرية، ومنها مساعدة الدول الحليفة في حروبها، ولكن يبقى أهمها صد هجمات الغزاة والمعتدين دفاعاً عن مصر. ففي عهد مُحمد علي شن الجيش المصري حملة على السودان بهدف تأليف وحدة وادي النيل وتدعيم الوحدة القومية بين البلدين.[65]، وانتهت ببسط النفوذ المصري في ربوع السودان،[66] كما شارك بحرب المورة بهدف مساعدة الجيش التركي في إخماد الثورة باليونان وتوسيع نطاق الدولة المصرية وبسط نفوذها فيما وراء البحار،[67] وشن الجيش المصري حملة على سوريا قوامها 30000 مقاتل تحت قيادة إبراهيم باشا، نجحت في ضم سوريا وتحقيق أهداف مُحمد علي التوسعية والاقتصادية ودحض الجيش التركي الذي أرسله السلطان العثماني لإيقاف الجيش المصري، واستطرد زاحفا إلى الأناضول ووصل إلى حدود الآستانة مما اضطر السلطان العثماني إلى الإذعان لإبراهيم باشا والاتفاق على الصلح فيما عرف باتفاقية كوتاهيه، والتي قضت بأن يتخلى السلطان العثماني لمُحمد علي عن سوريا وإقليم أضنة مع تثبيته على مصر وجزيرة كريت والحجاز مقابل أن يجلو الجيش المصري عن باقي بلاد الأناضول.[68] وفي عهد عباس باشا الأول قام الجيش المصري بمساعدة الدولة العثمانية في حربها ضد الإمبراطورية الروسية المسماة "بحرب القرم" بأسطول بحري قوامه 12 سفينة، و6850 جندي بحري تحت قيادة أمير البحر حسن باشا الإسكندراني، وجيش بري قوامه 72 مدفع، و19722 جندي بري تحت قيادة الفريق سليم فتحي باشا، وانتهت الحرب بانتصار الدولة العثمانية وهزيمة الروس.[69] وفي عهد سعيد باشا أُرسلت أورطة مصرية سودانية قوامها 453 جندي إلى المكسيك لمساعدة فرنسا في حربها ضد الحكومة المكسيكية بعد أن تخلت عنها كل من إنجلترا وأسبانيا.[70] كما شارك الجيش المصري في الدفاع عن فلسطين والعروبة وخاض خمس حروب ضد إسرائيل (في عام 1948 و1956 و1967، 1967-1970، و1973). وحروب ضد الجيش البريطاني والجيش الفرنسي. وشارك الجيش المصري أيضا بشكل كبير في حرب شمال اليمن الأهلية، والمناوشات المصرية الليبية في يوليو 1977. وكان له مشاركة كبيرة في عملية عاصفة الصحراء، وتحرير الكويت من الاحتلال العراقي في عام 1991، وكان الجيش المصري يشكل ثاني أكبر كتيبة من قوات التحالف.[71]

الحرب العالمية الأولى

وحدات من سلاح النقل المصري يعبرون نهر الأردن فوق جسر عائم في مارس 1918
الحرب العالمية الأولى هي حرب عالمية نشبت بين القوى الأوروبية في 28 يوليو 1914 وانتهت في 11 نوفمبر 1918 لأهداف التوسع الاستعماري، وجمعت مجموعتين من الدول المتعارضة: قوات الحلفاء (الوفاق الثلاثي وهم "المملكة البريطانية، وفرنسا والإمبراطورية الروسية" بالإضافة إلى مملكة إيطاليا، واليابان والولايات المتحدة). ودول المركز (الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية ومملكة بلغاريا). شارك في الحرب أكثر من 70 مليون من الأفراد العسكريين من بينهم 60 مليون من الأوروبيين احتشدوا للمشاركة في واحدة من أكبر المعارك في التاريخ. شارك الجيش المصري في الحرب مع الحلفاء في 5 أغسطس 1914، بأكثر من مليون و200 ألف جندي في وقت كان تعداد مصر يقدر فيه بـ14 مليون نسمة، وجاء انضمامه للحلفاء بسبب وقوع مصر تحت سطوة الاحتلال البريطاني منذ 1882 وإعلان بريطانيا الحماية على مصر في 1914 وفصلها عن الدولة العثمانية. قاتل الجيش المصري في 3 قارات "آسيا وإفريقيا وأوروبا"، وكان ترتيبه الثامن من حيث عدد القوات، وقدّم أكثر من نصف مليون شهيد في الحرب، ودفن من سقطوا من هؤلاء الشهداء في بلاد مختلفة بمقابر الكومنولث، وبذلك يكون الجيش المصري هو الخامس في ترتيب الجيوش لأعداد الشهداء على مستوى الدول الحليفة حيث يوجد أكثر من 100 ألف مقبرة موزعة في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا واليونان وجزيرة مالطة وقد عبّر قائد جيوش الحلفاء في أوروبا عن بسالة الجندي المصري قائلا: "الجندي المصري هو المثل الأعلى للقائد المقاتل القوى العنيد".[72][73][74][75]
أسرى إسرائيليين في قبضة الجيش المصري من معركة نيتسانيم في 7 يونيو 1948

حرب 1948

حرب 1948 هي حرب خاضها الجيش المصري بالإضافة إلى الجيوش العربية المكونة من الأردن والعراق وسوريا ولبنان والسعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة دفاعا عن أرض فلسطين بعد إعلان دولة إسرائيل عام 1948، وفقاً لوعد بلفور الصادر في 2 نوفمبر 1917 بتأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وبعد موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947 على قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية وتدويل منطقة القدس. وانتهت الحرب بهزيمة الجيوش العربية واحتلال الكيان الصهيوني لفلسطين وذلك لعدة أسباب أهمها معاناة أغلب البلاد العربية في ذلك الوقت من الاستعمار وافتقارها للسيادة الوطنية‏‏،‏ وافتقار جيوشها للتسليح الكافي بالإضافة إلى ضعف تنظيمها التكتيكي.[76][77][78][79][80][81]

حرب 1956

ضرب سلاح الجو البريطاني القواعد الجوية المصرية.
وقع العدوان الثلاثي على مصر في 29 أكتوبر 1956 وشارك فيه ثلاث دول هي إنجلترا وفرنسا وإسرائيل. تمثلت أسباب العدوان في اضطرار إنجلترا للرحيل صاغرة عن قناة السويس بعد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في 13 يونيو 1956، ورغبة فرنسا في الانتقام من مصر لأنها ساندت بقوة ثورة الجزائر، بالإضافة إلى إسرائيل التي أرادت أن تدمر الجيش المصري الذي بدأ يستعيد عافيته ويتسلح من أكثر من مصدر. وكانت ذريعة الهجوم هو تأميم الرئيس جمال عبد الناصر لقناة السويس وهو القرار الذي اتخذه عقب سحب الولايات المتحدة وبريطانيا والبنك الدولي لصفقة تمويل السد العالي الذي كان يحلم بإنشائه ليكون محوراً للتنمية. قابل العدوان مقاومة شرسة من الشعب المصري وخصوصا محافظات القناة، كما هدد كل من الاتحاد السوفيتي والدول العربية والصين بالتدخل وإرسال متطوعين إلى مصر، كما قامت الأمم المتحدة بالضغط على الدول المهاجمة. وانتهى العدوان في 9 أبريل 1957 بانسحاب جميع قوات الدول الثلاث المعتدية من الأراضي المصرية وفتح قناة السويس للملاحة بعد أن استمرت مغلقة ما يقرب من خمسة أشهر.[82][83][84][85][86][87]

حرب اليمن

جندي مصري في الكلية الحربية بصنعاء يعلم طالبا يمنيا استخدام حربة البندقية
ثورة 26 سبتمبر أو حرب اليمن أو حرب شمال اليمن الأهلية هي ثورة قامت ضد المملكة المتوكلية اليمنية في شمال اليمن عام 1962 وقامت خلالها حرب أهلية بين الموالين للمملكة المتوكلية وبين المواليين للجمهوريّة العربية اليمنية واستمرت الحرب ثمان سنوات (1962 - 1970). أدرك عبد الناصر خلال ثلاثة أشهر من إرساله قوات مصرية إلى اليمن أن الأمر يتطلب أكثر مما توقع. وفي بدايات عام 1963 وجد نفسه مضطراً لإرسال المزيد من القوات، ومواصلة دعم الثوار مع يقينه بالخلافات التي بدأت بالنشوب بين معسكر السلال الموالى لناصر وشيوخ القبائل المؤيدون للثورة لا سيما الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، وكان عدد القوات أقل من 5,000 جندي في أكتوبر من عام 1963. وبعد شهرين ارتفع عدد القوات النظامية هناك إلى 15,000. وفي نهاية عام 1963، بلغ عدد القوات 36,000 جندي، وفي نهاية عام 1964، وصل إلى 55,000 جندي مصري في اليمن، وبلغ العدد ذروته في نهاية عام 1965 ليبلغ عدد القوات المرابطة هناك 70,000 جندي مصري، تم تقسيمهم إلى 13 لواء مشاة ملحقين بفرقة مدفعية، فرقة دبابات والعديد من قوات الصاعقة وألوية المظلات. وصلت الحرب إلى طريق مسدودة وأثرت على مستوى الجيش المصري في حرب 1967 وأدرك عبد الناصر صعوبة إبقاء الجيش المصري في اليمن. انتهت المعارك بانتصار الجمهوريين وفكهم الحصار الملكي على صنعاء في فبراير 1968.[88][89][90]

حرب 1967

جنود إسرائيليون قرب طائرة عسكرية مصريّة محطمة في سيناء.
حرب 1967 أو حرب الأيام الستة هي الحرب التي نشبت بين إسرائيل من جهة وكل من مصر وسوريا والأردن من جهة أخرى في يونيو 1967. بدأت الحرب بضربة جوية إسرائيلية للمطارات المصرية عطلت بها سلاح الجو المصري، أعقبها اجتياح بري لسيناء من قبل الجيش الإسرائيلي، ووقوع معركة أبو عجيلة بين القوات المصرية والإسرائيلية والتي أبدت فيها القوات المصرية مقاومة شرسة، غير أنه في النهاية سيطرت القوات الإسرائيلية على المنطقة. وصدر أمر من القيادة المصرية للقوات بالانسحاب نحو القناة دون وجود خطة مسبقة لذلك، مما أدى إلى مقتل آلاف الجنود المصريين خلال انسحابهم من وسط سيناء، إذ اضطروا لقطع 200 كم سيراً على الأقدام في بيئة صحراوية جافة ومكشوفة للعدو. وانتهت الحرب بهزيمة عربية واحتلال إسرائيل لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية نتيجة لعدة أسباب تمثلت في ضعف القيادة العسكرية وتدنى مستوى الأداء الفني العسكري، بعد أن استدرجت حرب اليمن 40% من خيرة قوات الجيش المصري، وافتقار القوات المسلحة المصرية إلى وجود استراتيجية عسكرية واضحة المعالم محددة الأهداف والأبعاد والوسائل تعمل على حشد وتعبئة إمكاناتها المتاحة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً ومعنوياً، وعدم وجود خطة تعبئة موضوعة لمقابلة أي تطورات مفاجئة وفشل نظام وإجراءات التعبئة العامة، على عكس الجيش الإسرائيلي الذي يعتمد أساسا على تعبئة الاحتياط، كما أدت النزعة الفردية في اتخاذ القرارات المصيرية إلى كوارث على أرض الواقع، ولعبت الولايات المتحدة دوراً فعالاً، بأن أصبحت ترساناتها من الأسلحة مفتوحة أمام كل احتياجات إسرائيل، وكان ذلك اعتباراً من عام 1964.[91][92][93][94][95][96][97]

حرب الاستنزاف

جنود مصريون قبل احدى عمليات الاغارة على القوات الإسرائيلية شرق القناة خلال حرب الاستنزاف
حرب الاستنزاف أو حرب الألف يوم هي حرب استمرت ثلاث سنوات ونصف، عقب هزيمة حرب 1967. قامت الحرب ليس على أساس المواجهة المباشرة ولكن على أساس استنزاف قدرات العدو الإسرائيلي. تضمنت هذه الحرب ثلاث مراحل رئيسية هي مرحلة الصمود، ثم مرحلة المواجهة والدفاع، وأخيرا مرحلة الردع والحسم.[98] نجحت مصر خلال تلك الفترة في استكمال بناء منظومة الدفاع الجوى المصري، وتحريك حائط صواريخ الدفاع الجوى إلى قرب حافة الضفة الغربية للقناة، وتنفيذ عدة عمليات لعبور الشاطئ الشرقي للقناة داخل عمق سيناء والحصول على أسرى مهمين وتنفيذ عمليات داخل العمق الإسرائيلي نفسه، كما استعادت القوات الجوية المصرية ثقتها بنفسها وأثبتت كفاءتها وأعادت بناء كيانها.[99][100] تمثلت أهداف الحرب في: إنزال أكبر خسائر ممكنة بالعدو علي الضفة الشرقية للقناة، ومنع العدو من الوصول إلي غرب القناة،[98] وإعادة تنظيم بناء القوات المسلحة،[101] وإعادة الثقة للجنود في أنفسهم وفي قادتهم،[102] وإعادة الضبط والربط، وإعادة تدريب القوات وتنظيم الوحدات.[98]
ومن أمثلة الفداء والعطاء لرجال القوات المسلحة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المصرية خلال الحرب وهو على الخطوط الأمامية للجبهة في موقع المعدية رقم 6 بمنطقة الإسماعيلية أثناء معارك المدفعية يوم 9 مارس 1969.[100]

حرب 1973

جنود مصريون يعبرون قناة السويس ويحطمون خط بارليف المنيع باستخدام خراطيم المياه
حرب أكتوبر أو حرب يوم الغفران هي الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973. بدأت الحرب في يوم 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان. حيث حشدت مصر 300,000 جندي من القوات البرية والجوية والبحرية وافتتحت القوات المصرية الحرب بضربة جوية تشكلت من نحو 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مستهدفةً المحطات والمطارات وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة. تلاها انطلاق أكثر من ألفين مدفع ميدان ليدك التحصينات الإسرائيلية على الضفة الشرقية للقناة، استطاعت بعدها القوات المصرية عبور القناة. ساهمت بعض الدول العربية في الحرب بقواتها العسكرية هي السعودية والعراق والكويت والجزائر وتونس وليبيا والسودان، كما قرر الملك الفيصل مع عدة دول خليجية أخرى، قطع البترول عن الدول المتعاونة مع إسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.[103]
استسلام القائد الإسرائيلي لحصن بورتوفيق بعد معركة بورتوفيق ضمن حرب أكتوبر 1973
حقق الجيشان المصري والسوري الأهداف الإستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى بعد شن الحرب، حيث توغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا، تلاها انتعاش للجيش الإسرائيلي فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني وعلى الجبهة السورية تمكن من طرد السوريون من هضبة الجولان، وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءاً من يوم 22 أكتوبر 1973، وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتباراً من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولي قراراً آخر يوم 23 أكتوبر 1973 يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار. بعد قبول مصر قرار وقف إطلاق النار وتوقيع اتفاقية فصل القوات، لم تلتزم سوريا بوقف إطلاق النار، وبدأت حرب جديدة بعد خروج مصر من المعركة واستمرت هذه الحرب مدة 82 يوماً. في نهاية شهر مايو 1974 توقف القتال بعد أن تم التوصل إلى اتفاق لفصل القوات، أخلت إسرائيل بموجبه مدينة القنيطرة وأجزاء من الأراضي التي احتلتها عام 1967. أسفرت نتائج الحرب عن استرداد مصر للسيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء. واسترداد سوريا لجزء من مرتفعات الجولان بما فيها مدينة القنيطرة. كما أسفرت عن تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر، ومهدت الطريق أمام عقد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.[103][104][105][106][107][108][109]

حرب الخليج الثانية

حرب الخليج الثانية أو حرب تحرير الكويت هي حرب بدأت في 17 يناير 1991، شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق بعد أخذ الإذن من الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، الذي بدأ على إثر اتهام العراق للكويت في عام 1990 بسرقة النفط عبر الحفر بطريقة مائلة، والذي ترتب عليه فرض عقوبات اقتصادية على العراق وطالب مجلس الأمن القوات العراقية بالانسحاب من الأراضي الكويتية دون قيد أو شرط. جاء موقف مصر مسانداً للكويت من منطلق مسؤوليتها ومنسجمًا مع منطق القومية العربية، وقد ظهر حسم الموقف المصري منذ الوهلة الأولى على الصعيدين السياسي والعسكري فأعلنت مصر تأييدها للشرعية وحاولت احتواء الأزمة وحلّها بالطرق السياسية والدبلوماسية، إلا أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين لم يستجب، وحينما تقطّعت بمصر السبل لم تتردد في استخدام الخيار العسكري مع القوات العربية والدول الصديقة من قوات التحالف من أجل عودة الحق وإعادة الأمور إلى نصابها. وصلت القوات المسلحة المصرية المشاركة في حرب تحرير الكويت إلى منطقة حفر الباطن شرق المملكة العربية السعودية على أربع مراحل، تمثلت في: وصول القوات الخاصة، وصول الفرقة الثالثة الميكانيكية، وصول الفرقة الرابعة المُدرّعة، وأخيراً وصول وحدات الإسناد الإداري والفني، وشاركت مصر بقوات رئيسية قوامها 35 ألف جندي، وتلخّص الدور المصري في الاندفاع على محور حفر الباطن فمطار علي السالم بمدينة الكويت ثم الالتفاف يساراً تجاه الحدود، بهدف عزل جنوب الكويت عن شمالها، ومن هنا اشتبكت القوات العراقية معها اشتباكاً عنيفاً في معركة دبابات ومدفعية أثناء مرحلة فتح الثغرات. وانتهت الحرب بخروج الجيش العراقي من الكويت وانتصار قوات التحالف في 28 فبراير 1991.[110][111][112][113][114]

حرب الإرهاب

حرب الإرهاب في سيناء هي حرب أعلنتها القوات المسلحة ضد المتشددين الإسلاميين في شبه جزيرة سيناء الذين قاموا بتنفيذ عدة عمليات إرهابية في سيناء وعدة محافظات أخرى. بدأت تلك العمليات الإرهابية في أوائل عام 2011 نتيجة تداعيات ثورة 25 يناير والانفلات الأمني الذي تلاها، وقُوبِلت تلك العمليات برد قاس من القوات المسلحة، تمثل في العملية المعروفة باسم العملية نسر التي بدأت في أغسطس 2011، تلاها العملية سيناء في عام 2013، في أعقاب تصاعد أعمال العنف في سيناء بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي.[115][116][117][118][119][120][121]

الدور السياسي

الثورة العرابية

احمد عرابي أمام قصر عابدين وحوله جماهير الشعب ينتظرون لقاء الخديوي توفيق
قامت الثورة العرابية في 9 سبتمبر 1881 حين وقف الزعيم أحمد عرابي على رأس الجيش المصري مع جميع طوائف الشعب أمام قصر عابدين لعرض مطالبهم على الخديوي توفيق،[122] والتي تمثلت في زيادة عدد الجيش المصري إلى 18,000 جندي، تشكيل مجلس شورى النواب على النسق الأوروبي، عزل وزارة رياض باشا. فكان رد الخديوي توفيق «كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا».[123] إلا أن أحمد عرابي قال «لقد خلقنا الله أحراراً ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم»[124] تمثلت أسباب الثورة في إهمال الجيش وعدم المساواة في المعاملة بين أفراده الأجانب من الأتراك والشراكسة والمصريين مع إعطاء الأجانب الامتيازات المتعددة بينما حرم المصريون من ذلك كله، إصدار وزير الحربية عثمان رفقي باشا قرارات 31 يوليو 1880 بقصد عرقلة ترقى الجنود المصريين، سوء الأحوال الاقتصادية وارتفاع الضرائب نتيجة لسقوط الخديوي إسماعيل في هاوية الديون التي بلغت 86 مليونا، التدخل الأجنبي السافر في شئون مصر وتغلغل الأجانب في سائر الأعمال، الحكم المطلق للخديوي توفيق الذي كان يستمد رهبته من السلطان.[125]
استجاب الخديوي لمطالب الأمة، وعزل رياض باشا من رئاسة الوزارة، وعهد إلى شريف باشا بتشكيل الوزارة، وكان محمود سامي البارودي وزيرا للحربية بها، وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، ثم تقدم شريف باشا باستقالته عقب قبول الخديوي توفيق بمذكرة إنجلترا وفرنسا المشتركة الأولى في 7 يناير 1882 والتي أعلنتا فيها مساندتهما للخديوي. وتشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وشغل عرابي فيها منصب وزير الحربية، وأعلنت الوزارة الدستور، بعد صدور المرسوم الخديوي به في 7 فبراير 1882.[126]
دعت الدول الأوروبية وعلى رأسها إنجلترا وفرنسا إلى عقد مؤتمر الآستانة في 23 يونيه 1882 بعاصمة الدولة العثمانية للنظر في المسألة المصرية وأصدرت الدول المشاركة قراراً تعهدت فيه بعدم تدخلها في شؤون مصر ولكن اقترح مندوب إنجلترا أن تضاف إلى التعهد عبارة "إلا للضرورة القصوى"، وهو ما استغلته إنجلترا حين قامت بضرب الإسكندرية، بعد تهديدها لقائد حامية الإسكندرية بوقف عمليات التحصين والتجديد ورفض الحكومة المصرية لهذه التهديدات، فقام الأسطول الإنجليزي بتدمير قلاع الإسكندرية وأجزاء من أحيائها، فاضطرت المدينة إلى التسليم، وتحرك أحمد عرابي بقواته إلى كفر الدوار، لإعادة تنظيم جيشه.[127][128][129] انحاز الخديوي توفيق إلى المحتلين، واستقبل في قصر الرمل بالإسكندرية قائد الأسطول الإنجليزي، وأرسل إلى أحمد عرابي في كفر الدوار يأمره بالكف عن الاستعدادات الحربية، ويأمره بالمثول لديه في قصر رأس التين. رفض أحمد عرابي الانصياع للخديوي بعد موقفه من ضرب الإسكندرية، فعزله الخديوي من منصبه، ولكن أحمد عرابي لم يمتثل للقرار، واستمر في عمل الاستعدادات في كفر الدوار لمقاومة الإنجليز. ووقعت معركة كفر الدوار بين الجيشين المصري والإنجليزي وانتصر فيها الجيش المصري. ثم وقعت معركة القصاصين بين الجيشين وانتصر فيها الجيش الإنجليزي. وتلاها معركة التل الكبير والتي انتصر فيها أيضا الجيش الإنجليزي. انتهت الثورة بنفي أحمد عرابي وزملائه عبد الله النديم ومحمود سامي البارودي إلى جزيرة سريلانكا وبدأ الاحتلال الإنجليزي لمصر.[130][131][132]

ثورة 23 يوليو

بعد حرب 1948 وضياع فلسطين وفضيحة الأسلحة الفاسدة ظهر تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري بزعامة جمال عبد الناصر، وفي 23 يوليو 1952 قام التنظيم بانقلاب مسلح نجح في السيطرة على المرافق الحيوية والأمور في البلاد، وأطلق على الثورة في البداية "حركة الجيش"، ثم اشتهرت فيما بعد باسم ثورة 23 يوليو. وأسفرت تلك الحركة عن طرد الملك فاروق وإنهاء الحكم الملكي وإعلان الجمهورية. وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار وأصبحت تعرف باسم مجلس قيادة الثورة وكان يتكون من 11 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب. قام الضباط الأحرار بالثورة لعدة أسباب هي:استمرار الملك فاروق في تجاهله للأغلبية واعتماده على أحزاب الأقلية، قيام اضطرابات داخلية وصراع دموي بين الإخوان المسلمين وحكومتي النقراشي وعبد الهادي، قيام حرب فلسطين وتوريط الملك للبلاد فيها دون استعداد مناسب ثم الهزيمة، عرض قضية جلاء القوات البريطانية على هيئة الأمم المتحدة ولم يصدر مجلس الأمن قرارا لصالح مصر، تقليص حجم وحدات الجيش الوطني بعد فرض الحماية البريطانية على مصر وإرسال معظم قواته إلى السودان بحجة المساهمة في إخماد ثورة المهدي، إغلاق المدارس البحرية والحربية، سوء الحالة الاقتصادية في مصر، الظلم وفقدان العدالة الاجتماعية بين طبقات الشعب وسوء توزيع الملكية وثروات الوطن، سفاهة حكم الملك فاروق وحاشيته في الإنفاق والبذخ على القصر وترك الشعب يعاني.[133][134][135][136]

أحداث الأمن المركزي

وقعت أحداث الأمن المركزي في أواخر شهر فبراير وأوائل مارس عام 1986، وتتمثل في قيام عشرات الآلاف من مجندي الأمن المركزي في عدد من محافظات مصر وفى وقت واحد بتمرد مسلح ضخم احتجاجاً على شائعة سرت بينهم بأنه سوف يتم تمديد فترة خدمتهم لعدة أشهر أخرى، بالإضافة إلى المعاناة من الظروف القاسية التي يعيشونها مهنياً وإنسانياً. قام جنود الأمن المركزي خلال الأحداث بإحراق وتدمير عدد من المنشآت الحيوية والسياحية وقطع عشرات الطرق إضافة إلى أعمال سلب ونهب، ولم يحسم الموقف إلا تدخل الجيش الحاسم بالقوة المسلحة لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد في أول مواجهة مسلحة بين المؤسسة الأمنية ممثلة في الشرطة ومؤسسة الجيش الذي تولى مهمة إنهاء التمرد العسكري، بعد أيام من التوتر البالغ وحظر التجوال لعدة ليال. كما أدت الأحداث إلى الإطاحة بوزير الداخلية آنذاك اللواء أحمد رشدي وتعيين اللواء زكي بدر بديلاً له.[137]

ثورة 25 يناير

في يوم يوم 25 يناير 2011 انطلقت مجموعة من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية ذات الطابع الاجتماعي والسياسي،[138][139] وهو اليوم الموافق لعيد الشرطة في ميدان التحرير وعدة ميادين مصرية كبرى وشاركت بها العديد من فئات الشعب المصري، والتي دعت إليها المعارضة والمستقلين، ومن بينهم حركة شباب 6 أبريل وحركة كفاية ومجموعة كلنا خالد سعيد على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك والجمعية الوطنية للتغيير وتنظيم الإخوان المسلمين. كان شعار هذه الثورة هو «عيش، حرية، عدالة اجتماعية»، وذلك نتيجة عدة أسباب منها: سوء وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين، شعور طوائف وفئات الشعب المصري بالضغط عليها نتيجة الظروف الداخلية للبلاد، الانتخابات البرلمانية التي تم بها إقصاء كل فصائل المعارضة. وفي يوم 28 يناير (جمعة الغضب) ساهمت العديد من الطوائف المصرية على نطاق واسع ، وزادت حدة المظاهرات مع حوادث قتل ودهس المتظاهرين بالإضافة إلى استخدام القوة والعنف الزائد من قبل الشرطة لإخماد المظاهرات، بالإضافة إلى قطع خطوط الإنترنت وشبكات الهواتف المحمولة، مما تسبب في حدوث فوضى عارمة على مستوى الجمهورية أعقبها قيام قوات الشرطة بالانسحاب من كافة مقارها وحدوث فراغ أمني مما تسبب في انتشار حالات السرقة والنهب، مما دفع رئيس الجمهورية في نفس اليوم إلى إعلان حالة الطوارئ وفرض حالة حظر تجول شملت بعض المحافظات ما لبثت حتى تحولت إلى حظر تجول لكل محافظات مصر.[140]
صورة انتشار مدرعات ومركبات الجيش لتأمين المرافق الحيوية أثناء ثورة 25 يناير
أشرفت القوات المسلحة على تطبيق حظر التجول وقامت خلال ساعات قليلة بالانتشار الكامل وتطويق وحماية كافة المنشآت الحيوية في جميع أنحاء مصر، وظهرت الدبابات و المدرعات لأول مرة في الشوارع المصرية، قوبل نزول قوات الجيش للشارع بقبول عام من جميع المتظاهرين آنذاك نظرا للعلاقات التاريخية الطيبة بين الشعب والجيش، بالإضافة إلى عدم التعرض أو المساس بالمتظاهرين، وصعد المتظاهرين على أسطح المركبات العسكرية ورفع المتظاهرين شعار «الجيش والشعب .. إيد واحدة» في ميدان التحرير، في مساء يوم 10 فبراير نشرت وسائل الإعلام خبر باجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بدون مبارك لأول مرة، وأصدر المجلس البيان رقم 1 بالآتي:[141]
«انطلاقا من مسئولية القوات المسلحة والتزاما بحماية الشعب ورعاية مصالحه وأمنه، وحرصا على سلامة الوطن والمواطنين ومكتسبات شعب مصر العظيم وممتلكاته، وتأكيدا وتأييدا لمطالب الشعب المشروعة. انعقد اليوم الخميس الموافق العاشر من فبراير 2011 المجلس الأعلى للقوات المسلحة لبحث تطورات الموقف حتى تاريخه. وقرر المجلس الاستمرار في الانعقاد بشكل متواصل لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات وتدابير للحفاظ على الوطن ومكتسبات وطموحات شعب مصر العظيم».
وفي يوم 11 فبراير أعلن نائب الرئيس عمر سليمان بيان بتنحي مبارك عن الحكم، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد.[142][143][144][145][146]

أحداث 30 يونيو

مسيرة احتجاجية مناهضة لمرسي في 28 يونيو 2013
تولى محمد مرسي رئاسة الجمهورية عقب فوزه بالانتخابات التي أجريت تحت إشراف المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى إدارة شئون البلاد خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت تنحي حسني مبارك. وخلال فترة حكم محمد مرسي للبلاد اتخذ عدة إجراءات كان منها إصداره إعلاناً دستورياً حصن فيه مجلس الشورى والجمعية التأسيسية من الطعن عليهما أمام القضاء كما حصن فيه قراراته التي يصدرها من الطعن معتبراً جميع الدعاوى المرفوعة على كل هذه القرارات منقضية، كما عزل النائب العام وقام بتعيين نائب عام جديد واعتبر فيه جميع الإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات السابقة الصادرة عن رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة وحتى نفاذ الدستور وانتخاب مجلس شعب جديد تكون نهائية ونافذة بذاتها غير قابلة للطعن. بعد صدور هذا الإعلان انتفضت القوي السياسية الليبرالية والمدنية غضباً بسبب هذا الإعلان الذي وصفوه بالدكتاتوري وشهدت ميادين القاهرة والمحافظات تظاهرات عدة احتجاجا على هذا الإعلان للمطالبة بسحب مسودة الدستور التي أعدتها الجمعية التأسيسية، وعلى خلفية ذلك وقعت اشتباكات عنيفة أمام قصر الاتحادية بين التيارات الإسلامية المؤيدة لقرارات محمد مرسي وبين المعارضين المطالبين بإلغاء هذا الإعلان، خلفت هذه الاشتباكات مقتل عدد من المتظاهرين. وفي 30 نوفمبر 2012 قامت الجمعية التأسيسية للدستور التي يغلب عليها الإسلاميون، بعد انسحاب القوى السياسية والليبرالية منها، بإقرار مسودة الدستور بعد جلسة دامت نحو 20 ساعة، بشكل أدى إلى ازدياد الغضب الشعبي. ودعا محمد مرسي إلى الاستفتاء على الدستور وتمت الموافقة عليه في تصويت اتسم بالإقبال الضعيف. كما ازداد العنف بين المتظاهرين والشرطة، وازدادت وتيرة العنف الطائفي، بالإضافة إلى إجراء تعديل وزاري طفيف في 7 مايو 2013 لم يلبي طموحات وطلبات المعارضة.[147][148]
جندي أثناء حماية المنشآت الهامة خلال مظاهرات 30 يونيو 2013
في 2 يونيو 2013 قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية مجلس الشورى الذي سيطر الإسلاميون على نسب كبيرة من مقاعده. وكذلك قضت ببطلان الجمعية التأسيسية التي صاغت دستور البلاد، وعلقت الرئاسة على الحكم وأكدت إن الشورى سيظل يشرع حتى انتخاب مجلس نواب، مما ترتب عليه ازدياد الغضب في الشارع المصري. في 22 يونيو 2013 احتشد عشرات الآلاف من الإخوان المسلمين تأييداً لمحمد مرسي قبل تظاهرات مرتقبة للمعارضة المصرية. وفي 23 يونيو 2013 حذر وزير الدفاع وقتها الفريق أول عبد الفتاح السيسي من تدخل الجيش في حالة حدوث اقتتال داخلي ودعا القوي السياسية للحوار ولم يجبه أحد. وفي 30 يونيو 2013 خرجت مظاهرات حاشدة من المعارضين لحكم محمد مرسي في ميادين مصر مطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة ورحيل النظام ووقف الدستور، واستمرت التظاهرات في كافة الميادين وأبرزها ميدان التحرير. وفي 2 يوليو 2013 أصدرت القوات المسلحة بيانها الأول الذي أمهلت فيه جميع أطراف العملية السياسية 48 ساعة للاستجابة لمطالب الشعب مؤكدة أن الأمن القومي يتعرض لخطر شديد إزاء هذه الانقسامات، ولابد من التوافق قبل هذه المهلة وإلا ستعلن عن خارطة طريق للخروج بالبلاد من المأزق الحالي وستكون تحت إشرافها. وفي 3 يوليو 2013 قررت القوات المسلحة عزل محمد مرسي وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور رئيساً مؤقتاً للبلاد، وتعطيل العمل بدستور 2012، الأمر الذي رفضه مؤيدو محمد مرسي واعتبروه انقلابا عسكريا، في حين اعتبرته القوات المسلحة والمعارضة استجابة لثورة شعبية.[149][150][151][152][153][154]

الأفرع الرئيسية

القوات الجوية

طيار مقاتل مصري على متن مقاتلة إف 16
القوات الجوية هي أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة،[155] أنشأت بطلب مقدم من البرلمان المصري إلى الحكومة عام 1928، وفي ذلك الحين كانت لا تزال جزءًا من الجيش المصري، قبل أن يَصدر قرار ملكي بتحويلها إلى فرع مستقل داخل الجيش، وساهمت القوات الجوية منذ إنشائها في العديد من المعارك والنزاعات التي دارت أحداثها في الشرق الأوسط، وشعارها «إلى العلا، في سبيل المجد». وهي الأكبر حجما في أفريقيا والشرق الأوسط، أما بالنسبة للقدرات القتالية فتعتبر الأقوى في أفريقيا وأقوى أسلحة الجو في المنطقة بعد إسرائيل وبعد تركيا، وتملك حاليا 1،309 طائرة ما بين مقاتلة وقاذفة،[156][157][158] و371 مروحية مسلحة ومروحية نقل عسكري.[159][160][161][162] ويتمثل العمود الفقري للقوات الجوية في 220 مقاتلة من نوع إف-16 فايتنج فالكون الأمريكية الصنع وتم شراء 20 أخرى بلوك 50/52 أواخر عام 2009، وهي رابع أكبر مستخدم لتلك الطائرات المتطورة في العالم. وتتمركز في 17 قاعدة جوية رئيسة من أصل 86 منشأة جوية. وتستخدم القوات الجوية 18 طائرة متطورة من طراز ميراج 2000، وقامت بتطوير 32 طائرة من طراز إف-4 فانتوم الثانية، وميراج 5 وسي-130 هيركوليز، و8 طائرات إنذار مبكر وتحكم. تصنع مصر طائرة التدريب القتالي المتطور K-8E الصينية الأصل بموجب رخصة تصنيع، وقد وصل نسبة المكون المحلى في التصنيع إلى ما يزيد على 95% حيث تستهدف مصر في الفترة المقبلة التوجه نحو التصنيع المحلي للمقاتلات، وتتجه مصر لشراء طائرة مقاتلة حديثة على دفعات لاستبدال الطائرات ميج-21 وإف 4 و يعتقد أن ميج-29 وميج-35 وداسو رافال، وتمتلك مصر الطائرة العمودية (إيروسباسيال غازيل) برخصة تصنيع من فرنسا، كما تمتلك الأباتشي الأمريكية الأحدث في العالم بالإضافة إلى الطائرة العمودية مي 8 والتي تستخدمها وحدات القوات الخاصة وكذلك ميل مي-17.[163]
طلب مصر سرب داسو رافال يتكون من 23-26
في عام 1982 بعد رصد القوات الجوية المصرية أداء القوات الجوية الإسرائيلية في حرب لبنان لاحظت أهمية الحرب الإلكترونية والطائرات بدون طيار، لذلك بدأت برنامج كبير لإدخال أسلحة الحرب الإلكترونية المتقدمة في كيانها. وفي عام 2002، طلبت مصر طائرات إف-15 إي من الولايات المتحدة، فتحركت إسرائيل فوراً لقطع الطريق على تلك الصفقة، مشيرة إلى أن في جميع التدريبات العسكرية الحديثة المصرية كانت إسرائيل العدو فيها. في البداية لم توافق الولايات المتحدة على طلب إسرائيل لفرض حظر هذه الطائرات على مصر، ولكن في النهاية وافقت على فرض الحظر لأن إسرائيل قدمت بعض الأدلة على أنها العدو الأساسي للتدريبات العسكرية المصرية. في 6 نوفمبر عام 2006، بدأت مصر محادثات مع شركة ميكويان لإمكانية بيع طائرات ميج 29 لمصر. وفي عام 2014 شهدت القوات الجوية صفقات ومفاوضات وعروض كبير لم يسبق لها وقدمت عروض أكثر من دولة من بينها روسيا وفرنسا والصين وإيطاليا. وفي سبتمبر عام 2014 أثناء زيارة وزير الدفاع الفرنسي لمصر تم طلب الرافال مره أخرى وتم التفاوض والتباحث حول الطلب المصري ودارسته كاملا وفي زيارة لرئيس عبد الفتاح السيسي في تاريخ 25 نوفمبر 2014، أعلنت مصر عن رغبتها في شراء 23-26 مقاتلة داسو رافال من فرنسا وتم تحديد سعر 3.6 مليار يورو كسعر مبدئي للصفقة.[164][165][166][167]

قوات الدفاع الجوي

منظومة الدفاع الجوي الروسية بعيدة المدى إس 300 في إم دخلت الخدمة في 2014.[168][169]
قوات الدفاع الجوي المصرية هي أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وهي المسئولة عن حماية المجال الجوي المصري. أنشأت طبقاً للقرار الجمهوري الصادر في فبراير 1968 بإنشاء قوات الدفاع الجوي وفصلها عن القوات الجوية، لوصول قناعة القيادة العامة للقوات المسلحة في ذلك الوقت بوجوب وجود غطاء وحماية جوية للقوات البرية أثناء حرب أكتوبر واقتحام قناة السويس. تمتلك مصر نظاماً حديثاً للدفاع الجوي وأنظمة صواريخ مضادة للطائرات، وتمتلك أكبر عدد من صواريخ أرض – أرض بعد الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، ولديها 390 منصة سام 2 لكن خرجت أعداد منها من الخدمة واستبدلت بأنظمة أحدث وأقوى تأثير، بالإضافة إلى 240 منصة إطلاق صواريخ سام 3 و56 منصة صواريخ سام 6.[170][171] في عرض عسكري عام 2014 أثناء الاحتفال بنصر أكتوبر أعلن الجيش المصري في العرض عن أسلحة دخلت الخدمة حديثاً وظهرت منظومة تور إم -2 قصيرة المدى وبوك إم-2 متوسطة المدى وأس - 300 منظومة دفاع جوي صاروخية بعيدة المدى،[172][173][174][175] وهناك ترددت معلومات حول تعاقد مصر على منظومة بانتسير-اس1 أو تونجوسكا لحماية منصات إس 300 في إم، وقد أعربت مصر عن رغبتها في شراء منظومة أس - 400 ترايمف.[176][177][178] ويهدف الدفاع الجوي عن طريق مجموعة من الإجراءات إلى منع وتعطيل العدوان الجوي عن تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوي ثابتة ومتحركة طبقاً لطبيعة الهدف الحيوي والقوات المدافعة عنها.[179][180][181][182][183]
منظومة إم آي إم-104 باتريوت الأمريكي العاملة لدى الدفاع الجوي المصري
ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوي اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة دفاع جوي متكامل وهي تشتمل على أجهزة الرادار المختلفة التي تقوم بأعمال الكشف والإنذار بالإضافة إلى عناصر المراقبة الجوية بالنظر وعناصر من صواريخ مختلفة المدى والمدفعية والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية. يتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوي بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات وفي تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوي وإفشال فكره في تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة. لدى مصر واحده من أقوى شبكات الدفاع الجوى بالعالم نظرا لاعتماد مصر على سياسة التنوع في التسليح مما أدى إلى وجود شبكة دفاع جوى متعددة الأنظمة والقدرات (شرقية وغربيه ومصرية الصنع) تجعل من الصعب اختراقها، حتى إن الولايات المتحدة الأمريكية قد صنفته على أنه أعقد منظومة للدفاع الجوى لعام 2008، وأقوى أنظمة الدفاع الجوي في العالم حسب تقرير حلف الناتو في عام 2005، وتقرير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA لعام 2008،[184][185] كما تم تصنيف شبكة الدفاع الجوى المصري على أنه الشبكة الأكثر تعقيدا في العالم حسب تقرير الأمم المتحدة لعام 2010.[186][187][188][189]

القوات البحرية

الفرقاطة فريم التي ستدخل الخدمة عامة 2015
القوات البحرية هي أحد الفروع الرئيسية للقوات المسلحة، وهي المسئولة عن حماية أكثر من 2000 كيلومتر من الشريط الساحلي المصري بالبحرين الأبيض والأحمر، وتأمين سلامة الملاحة في قناة السويس، وتقديم الدعم لعمليات الجيش وتعتبر أقوى سلاح بحري في الشرق الأوسط وأفريقيا وهي السابع عالمياً من حيث عدد السفن[190] ومن أكبر وأعرق الأسلحة البحرية في العالم. أنشئت القوات البحرية بقرار ملكي تحت اسم البحرية الملكية، وعين الأميرال محمود حمزة باشا قائداً للقوات البحرية الملكية بالإضافة إلى عمله مديراً عاماً لإدارة المرافئ والمنائر في 20 يونيو 1946، وشكل ضباط البحرية الملكية والبحارة الذين كانوا يعملون في إدارة حرس السواحل نواة القوات البحرية.[191][192][193][194][195] تمتلك مصر أكبر قوات بحرية في أفريقيا والشرق الأوسط. تتكون من 12 فرقاطة، و4 غواصات، بالإضافة إلى 4 تم التعاقد عليهم من نوع تايب 209 الألمانية[196] ليصبح المجموع 8، و28 لمكافحة الألغام، و160 من الزوارق الصاروخية، وزوارق الدورية، وتعتمد على سلاح الجو للاستطلاع البحري، والحماية ضد الغواصات.[197][198][199][200] وحصلت مصر في السنوات الأخيرة على فرقاطات طراز (نوكس) وطراز (بيري) و طراز ديسكوبيرتا كلاس وطراز جيانجهو وتعاقدت على فرقاطة من طراز فريم نورماندي التي سيتم تعديلها و تسليمها لمصر عام 2015 وهي متخصصة في مكافحة الغواصات،[201] بالإضافة لحصولها مؤخرا على 6 قطع من الزورق الشبحي أمباسادور أم كي 3 المتطور وتم إدخال 2 إلى الخدمة عام 2014،[202][203] وتعتبر مصر المالك الوحيد لهذا الزورق ولا يجوز لأي دولة شراء أي نسخة منه دون موافقة مصر، كما تعاقدت البحرية المصرية على 6 زوارق دورية PB 35M من شركة Swiftships الأمريكية مع تنفيذ أعمال البناء في الترسانة البحريّة بالإسكندرية.[204][205][206][207]
فرقاطة بيري العاملة لدى البحرية المصرية
في 2 سبتمبر 2012 صرح قائد القوات البحرية المصرية الفريق بحري أركان حرب أسامة الجندي أنه توجد تعاقدات للبحرية المصرية لضم قطع بحرية جديدة، وفي منتصف 2013 ستحصل البحرية المصرية على أربعة لنشات صواريخ حديثة جار بناؤها بالولايات المتحدة الأمريكية وهي من أحدث لنشات الصواريخ في العالم طراز fmc ويتم إنشاؤها بمواصفات مصرية طبقا لاحتياجات البحرية المصرية ومتطلباتها القتالية، وستكون اللنشات حمولة 800 طن وتستطيع البقاء في البحر فترة طويلة ولديها قدرات تسليحية دفاعية وهجومية على أعلى مستوى. بالإضافة إلى الحصول على لنشات من طراز RIB أمريكية الصنع وكذلك استلام 2 لنش مرور ساحلي طراز سويفت (28 متر طول). ولا يقتصر تسليح القوات البحرية على القطع الأمريكية فقط، حيث تم الحصول على لنشات قطر وإنقاذ من طراز (دامن) من هولندا وكذلك استلام ثلاثة لنشات مرور ساحلي من طراز MRTB20 من تركيا. كما قدمت مصر طلبا إلى ألمانيا لشراء عدد من غواصات طراز دولفين 209 المتقدمة،[208][209] وذلك لاستبدال غواصاتها من طراز روميو السوفيتية المتهالكة، والسعي لتتعاقد على 2 فرقاطة MEKO-200 ألماني مستعملة بخلاف المفاوضات الجارية على 4 كورفيتات قتالية جديدة تتنافس عليها فرنسا وألمانيا، ومحاولة الحصول على صفقة غواصتين تايب-209 إضافيتين من ألمانيا كما تتنافس كلا من فرنسا وألمانيا على صفقة للبحرية المصرية لشراء 4 سفن قتالية جديدة. وتعاقدت مصر في عام 2014 على 4 كورفيتات من طراز جاويند فئه 2400 طن بقيمة 1 مليار يورو بدون حساب قيمة التسليح، حيث بلغ قيمة التسليح حسب ما أعلنته المصادر الفرنسية من 400 إلى 650 مليون يورو و تتفاوض مصر حالياً للتعاقد على كورفيتين إضافيين بقيمة 500 مليون يورو، ونص الاتفاق على بناء 3 من الكورفيتات في الترسانة البحرية بالإسكندرية، و تصنيع الكورفيت الرابع في فرنسا على أن يتم تسليمه في عام 2017.[210][211][212][213][214]

القوات البرية

كتيبة تقف في تشكيل أثناء عملية درع الصحراء
القوات البرية[215] هو مسمى غير رسمي ولا يوجد له قيادة خاصة بالجيش المصري ولكن اشتهرت به القيادات الست لكل من (الجيش الثاني، الجيش الثالث، المنطقة المركزية، المنطقة الشمالية، المنطقة الجنوبية، المنطقة الغربية). وتعد مجتمعة أكبر فروع القوات المسلحة. تقدر القوات بـ480 ألف مقاتل،[216] و800 ألف من جنود الاحتياط،[217] وهو أكبر جيش بري في أفريقيا والشرق الأوسط،[218][219] يمتلك 4870 دبابة قتالية،[25] ويمتلك 18,986 مدرعة قتالية،[220] وعدد 1000 مدفع ذاتي الحركة،[221] و2,240 مدفعية،[222] و1,469 راجمة صواريخ،[223] وفرقاً خاصة مثل الوحدة 777 والوحدة 999 وقوات الصاعقة وقوات المظلات والوحدات الخاصة البحرية وقوات التدخل السريع، وشاركت بعض هذه القوات في مناورات كبرى مع الولايات المتحدة وإنجلترا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا. في يوم الأحد 22 سبتمبر 1996 جرت المرحلة الرئيسية من فاعليات مناورات بدر 96. قام خلالها الجيش المصري بعمل أضخم مناوراته على الإطلاق حيث قامت قوات الجيشين الثاني والثالث تنفيذ عملية عبور لقناة السويس ونجحت في نقل 60% من معدات الجيش المصري إلى داخل سيناء في زمن قدره 6 ساعات ونجح الجيش المصري في الوصول إلى حالة الاستنفار القصوى في مدة لم تتجاوز 11 دقيقة فقط، بخلاف أنها تضمنت التعامل والتصدي لأسلحة الدمار الشامل وكان العدو الافتراضي في المناورة هو "إسرائيل". وتناولت مراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية 10 دراسات خاصة عن هذه المناورة وأصيب نتنياهو -رئيس وزراء إسرائيل آنذاك- بالذعر منها[224][225][226][227][228][229][230].
إم1 أبرامز الدبابة الرئيسية للقوات البرية المصرية
وفي يوم السبت الموافق 10 مايو 2014 جرت المرحلة الرئيسية من فاعليات مناورة بدر 2014 وأعلنت القوات المسلّحة إجراء أكبر مناورة استراتيجية لها في إطار التخطيط التدريبي الاستراتيجي التعبوي للعام 2014، واستمرت لمدة 27 يوماً استخدم خلالها أسلحة القوات المسلّحة كافة. وشارك فيها ضعف العدد الذي شارك في المناورة الضخمة السابقة (مناورات بدر عام 1996). وكان الهدف من هذه المناورة التأكيد على الكفاءة القتالية للقادة والضباط في الدفاع عن الوطن براً وبحراً وجواً مع الاستعداد الدائم لتأمين الجبهة الداخلية.[230][231][232] كما تمتلك مصر حاليا 1130 دبابة متقدمة من طراز إم1 أبرامز الأمريكية ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 1500 دبابة عام 2016 وتم البدء في تطويرها إلى ما يرقي لمستوى M1A2 المتطورة في نهاية 2010 وكذلك دبابات إم-60 باتون، بالإضافة لنسخ مطورة من الدبابات (تي-62 وتي-80) السوفيتية. وتصنع مصر الدبابة (رمسيس-2) بقدرات محسنة.[233]

الجيوش والمناطق العسكرية

الجيش الثاني الميداني هو أحد جيوش القوات المسلحة، ويقع مقر قيادته بمدينة الإسماعيلية.[234] بعد حرب 1967 أمر الرئيس جمال عبد الناصر بإعادة تنظيم القوات المسلحة المصرية فكان القرار التاريخي ببناء الجيش الثاني الميداني علي الضفة الغربية من قناة السويس تحت قيادة اللواء وقتها / أحمد إسماعيل.[3][235] شارك الجيش الثاني في العديد من المعارك بداية من حرب الاستنزاف إلى حرب أكتوبر، وكان قائده في حرب أكتوبر هو اللواء / سعد مأمون وخلفه اللواء / عبد المنعم خليل.[236] وتنتشر عناصر الجيش الثاني في كل من الإسماعيلية وشمال سيناء ودمياط وبورسعيد والدقهلية والشرقية.[237][237]
الجيش الثالث الميداني هو أحد جيوش القوات المسلحة، ويقع مقر قيادته بمدينة السويس.[238] شارك الجيش الثالث في العديد من المعارك بداية من حرب الاستنزاف إلى حرب أكتوبر وكان قائده في حرب أكتوبر هو اللواء عبد المنعم واصل.[239] وتنتشر عناصر الجيش الثالث في كل من السويس وجنوب سيناء.[237]
المنطقة الجنوبية العسكرية هي إحدى المناطق الأربع العسكرية للقوات المسلحة. وتنتشر عناصرها في محافظات أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والوادي الجديد.[237]
المنطقة الشمالية العسكرية هي إحدى المناطق الأربع العسكرية للقوات المسلحة. وتنتشر عناصرها في محافظات الإسكندرية والبحيرة والغربية وكفر الشيخ.[237]
المنطقة الغربية العسكرية هي إحدى المناطق الأربع العسكرية للقوات المسلحة. وتنتشر عناصرها في محافظة مطروح.[237]
المنطقة المركزية العسكرية هي إحدى المناطق الأربع العسكرية للقوات المسلحة. وتنتشر عناصرها في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية وبني سويف والفيوم والمنيا والمنوفية.[237]

أفرع أخرى

قوات الحرس الجمهوري

تأسس الحرس الجمهوري على يد الفريق / الليثي ناصف ويعتبر أحد قوات النخبة في الجيش ولكنّه لا يتلقى تعليماته من قيادة القوات المسلحة، إلّا إذا أمر الرئيس قائد الحرس الجمهوري بذلك وحدث هذا بالفعل في حرب 1973، بل يَتلقّى تعليماته من ضباطه فقط وأعلى قائد في هذا السلاح هو قائد قوات الحرس الجمهوري، وهو عادة ضابط برتبة لواء أو فريق، وهو لا يتلقى تعليماته سوى من رئيس الجمهورية. تتمثل مهمّة الحرس الجمهوري في حماية رئيس الجمهورية والنظام الجمهوري بأكمله، بما في ذلك منشآته ومؤسساته بما فيها قصور الرئاسة ومراكز القيادة ومطارات الرئاسة، وتمتد صلاحيتهم لحماية مؤسسات مثل مجلس الشعب والمحكمة الدستورية ومجلس الدولة أثناء الحرب. يغطى الحرس الجمهوري تحركات رئيس الجمهورية في مصر باستخدام مجموعة عمل تتكون من جنود الأمن المركزي التابعين لوزارة الداخلية لتأمين الطرقات التي يمر بها موكب الرئيس ومحيط مكان تواجده، ثم مشاة الحرس الجمهوري لتأمين مكان تواجده، ومركبات الحرس الجمهوري التي يستقلها جنود من صاعقة الحرس الجمهوري، كما يسبق الموكب 8 دراجات نارية من قوات مدربة على القتال التلاحمي.[240]

قوات حرس الحدود

جندي من حرس الحدود أثناء تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس
تأسست قوات حرس الحدود عام 1887 تحت مسمي مصلحة خفر السواحل، وكانت عبارة عن إدارتين هما إدارة السواحل وإدارة الحدود، وأنشئت إدارة حرس الحدود عام 1917 في عهد السلطان حسين كامل، وألحقت بوزارة المالية، وفي 6 يوليو 1972 تم دمج إدارتي الحدود والسواحل لتكون تحت مسمى قيادة قوات حرس الحدود والسواحل، وفي 24 نوفمبر صدر أمر القيادة بتعديل التسمية لتكون قيادة قوات حرس الحدود.[241][242]
شهدت القوات منذ نشأتها عدة تطورات في التنظيم والزي والأسلحة والمعدات ونظم ووسائل التأمين والأجهزة ذات التقنيات الحديثة التي تمكنها من تنفيذ مهامها المكلفة بها على الوجه الأكمل، والتي تتمثل في حماية حدود مصر البرية والساحلية على امتداد أكثر من عشرة آلاف كيلومتر، وتنفيذ مهام الاستطلاع والمراقبة والتأمين والسيطرة، ومنع التسلل والتهريب، ومكافحة الزراعات المخدرة والمفرقعات وعمليات التنقيب عن الذهب على الحدود، واكتشاف وتدمير الأنفاق بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس، وإيقاف الهجرة غير الشرعية لحماية الأمن القومي، كما تتعاون القوات مع المدنيين والأجهزة المدنية والشرطية في عمليات تأمين الصيد والمراكب، ومنع تلوث المياه في المناطق الساحلية، وتأمين المعابر والموانئ البرية والبحرية والجمارك.[243][244][245][246][247][248]

القوات الخاصة

أبرز أعضاء المجموعة 39 قتال
الوحدة 777 أثناء التدريب
ضباط الوحدات الخاصة البحرية مع قوات السيل الأمريكية
أفراد سلاح المظلات أثناء استعداد للقفز الحر.
عناصر قوات التدخل السريع أثناء طابور عرض.

المجموعة 39 قتال

المجموعة 39 قتال هي مجموعة قوات خاصة أنشأت بعد يونيو 1967 تحت قيادة العميد / إبراهيم الرفاعي، بأمر من إدارة المخابرات الحربية، وقامت بتنفيذ أكثر من 91 عملية على العدو أثناء حرب الاستنزاف وشاركت في حرب 1973.[249][250][251][252][253]

الوحدة 333

الوحدة 333 هي وحدة تابعة للقوات المسلحة إلا أنها وقت السلم تعاون وزارة الداخلية، تم تأسيسها في السبعينات، وتضطلع بمهام تحرير الرهائن وعمليات مكافحة الإرهاب الدولي وعمليات التدخل السريع. وعُرفت بدورها في التعامل مع المتشددين الإسلاميين المنظمين للعمليات الإرهابية.[254]

الوحدة 777

الوحدة 777 هي فرقة قتالية أسسها اللواء / أحمد رجائي عطية في السبعينات، أشهر عملياتها كانت الإغارة على مطار لارنكا الدولي في قبرص، في 19 فبراير 1978 حين تدخلت الوحدة لتحرير رهائن مصريين وعرب تم احتجازهم من قبل أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية على إثر العملية اشتبكت قوات الأمن القبرصية في المطار مع أعضاء الوحدة المصرية، مما نتج عنه مقتل ‏15‏ وجرح 16‏ مصريا‏ً.[255][256]

الوحدة 999

الوحدة 999 هي فرقة قتالية أسسها اللواء / نبيل أبو النجا في نهاية السبعينات، تختص بالمهام القتالية شديدة الحساسية والخطورة خلف خطوط العدو وقت السلم والحرب، وتعتمد على رجال ذوي قدرات خاصة وتسليح خاص.[257]

الوحدات الخاصة البحرية

الوحدات الخاصة البحرية هي وحدات ذات طابع خاص تتبع القوات البحرية، وتختص بالتعامل مع العدائيات المختلفة باستخدام أساليب الاقتحام والاقتراب الحذر والاشتباك مع الأهداف الساحلية، وتنفيذ الرمايات بالذخيرة الحية من أوضاع الغطس، والرمايات السطحية باستخدام اللنشات السريعة ضد الأهداف، وتأمين المسرح البحري ضد العائمات المشتبه بها وأعمال التسلل البحري المختلفة. واشتهرت خلال حرب الاستنزاف بإغارتها على ميناء إيلات الإسرائيلي وتدمير السفينتين الحربيتين بيت شيفع وبات يام.[258][259][260][261][262]

وحدات المظلات

وحدات المظلات هي قوات تتميز بمهارات الاشتباك وفنون القتال المتلاحم، وتنفيذ أعمال المناورة والملاحة والتداخلات والتشابكات الجوية المتنوعة، والقدرة على التدخل السريع للتعامل مع العدائيات المختلفة عن طريق مهارات القفز الحر الخاصة. كما تقوم بتنفيذ المهام الخاصة بالتعاون مع القوات الجوية. وينتمي إلى القوات وحدات الدلتا ومجموعات الخفاش الطائر.[263][264][265][266]

وحدات الصاعقة

وحدات الصاعقة هي قوات تأسست عام 1955 وأعيد تشكيلها بعد يونيو‏ 1967، وشاركت منذ تأسيسها في جميع الحروب التي خاضتها بدءاً من العدوان الثلاثي حتى حرب أكتوبر. تستطيع القوات التغلب على الموانع الطبيعية والصناعية، والاشتباك بالذخيرة الحية، وتمتلك مهارات الانزلاق والسباحة الجوية واجتياز المناطق الوعرة للوصول للأهداف، واستخدام الكباري المعلقة لنقل الإمدادات والاحتياجات الإدارية عبر الموانع التي تتطلب اللياقة البدنية العالية. وتختص القوات بالتعامل مع العدائيات المختلفة باستخدام أساليب الاهتمام والاقتراب الحذر مع الاشتباك بالأهداف غير النمطية من مختلف أوضاع الرمي من الحركة والثبات باستخدام الذخيرة الحية والتعامل مع العناصر المعادية بسرعة ودقة والعمل الجماعي بكفاءة عالية. كما تستطيع تنفيذ عمليات الإسقاط الجوي والاقتحام والسيطرة وتنفيذ الإغارات على العدو.[267][268][269][270][271]

قوات التدخل السريع

قوات التدخل السريع هي قوات محمولة جوا ذات تشكيل خاص، تم تشكيلها في مارس 2014، وتتسم بالقدرات العالية وطبيعة العمل الخاصة ومسلحة وفقاً لأحدث نظم التسليح العالمية. تضم القوات أكفأ العناصر من المشاة الميكانيكي والمدرعات والدفاع الجوي والمدفعية والمقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، بالإضافة إلى عناصر الاستطلاع والشرطة العسكرية وعدد من الطائرات المقاتلة والقوات الخاصة المجهزة للإبرار الجوي والمزودة بأحدث الأسلحة والمعدات‏.‏ وتختص القوات بمواجهة كل المخاطر والتهديدات الإرهابية المحتملة ضد الأهداف والمنشآت الحيوية وكيفية التصدي لها بالأسلوب الأمثل داخل وخارج البلاد.[272][273][274][275]

أبرز الهيئات

الهيئة الهندسية

تقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عن طريق إدارتها التابعة (الأشغال العسكرية، المساحة العسكرية، المياه، المشروعات الكبري، المهندسين العسكريين) بتنفيذ العديد من المهام التخصصية وعمليات التأمين الهندسي للأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، كما تقوم بالمساهمة في عملية التنمية الشاملة للدولة بدءاً من تطهير الأرض من مخلفات الحروب لأقامه المشروعات التنموية والعمرانية، وإنشاء شبكات الطرق الحرة والكباري والمطارات في مختلف محافظات مصر، وإقامة العديد من محطات تحلية المياه وحفر الأبار، ومد خطوط المياه إلى المدن والتجمعات العمرانية الجديدة، وتنفيذ الأعمال المساحية وإصدار الخرائط والموسوعات لمعاونة الأجهزة المدنية في تنفيذ المشروعات العملاقة، فضلا عن المشاركة في مشروعات التنمية الحضارية والاجتماعية الصحية بإنشاء وتطوير المدارس والمستشفيات والوحدات الصحية ومراكز التنمية الحضارية في جميع ربوع مصر، وإقامة المشروعات الزراعية والإنتاجية وصناعة الخامات والمواد الإنشائية المستخدمة في المشروعات، وإنشاء وتطوير الإستادات والملاعب والساحات الرياضية لإقامة البطولات المحلية والدولية. كما تقوم أيضا بمعاونة القطاع المدني في التغلب على الآثار الناجمة عن الكوارث الطبيعية والصناعية، والقيام بعمليات الإنقاذ والنجدة والتدخل السريع باستخدام أحدث الأجهزة والمعدات المتنوعة والقدرات والإمكانات، والقيام بإيواء المتضررين وإزالة الأنقاض والمعاونة في إنشاء معسكرات العزل الصحي.[276][277][278][279][280]

هيئة الإمداد والتموين

تم تنظيم هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة بشكلها الحالي عام‏ 1959. وتقوم عن طريق إدارتها التابعة (التعيينات، النقل، المطبوعات، الوقود، المهمات، الخدمات الطبية، الخدمات البيطرية) بمهام التأمين الإداري والاكتفاء الذاتي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة، عن طريق نظام دقيق لإمداد القوات بوسائل الإعاشة والاحتياجات الإدارية، وتقديم الدعم الطبي للقوات سلماً وحرباً، والاهتمام بجميع جوانب إعاشة الفرد المقاتل، وتحقيق الرقابة النوعية على جميع أصناف المنتجات المستخدمة داخل القوات المسلحة، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في دعم مسيرة التنمية ومعاونة القطاع المدني بالدولة.[281][282][283][284]

أبرز الإدارات

إدارة الإشارة

إدارة الإشارة "تعرف أيضاً باسم سلاح الإشارة"، وشعارها «الدقة، السرعة، الأمان».[285] يعتبر سلاح الإشارة من أقدم الأسلحة في القوات المسلحة المصرية حيث تم تأسيس مدرسة الإشارة في القطر المصري عام‏ 1895.[286] وفي عام 1936 تم إنشاء سلاح الإشارة، ثم صدر المرسوم الملكي بإعادة تنظيمه تحت اسم سلاح الإشارة الملكي في عام 1938. ومع قيام ثورة يوليو 1952 تم تعديل اسم سلاح الإشارة الملكي ليكون سلاح الإشارة فقط، وفي عام 1958 تم تعديل اسم سلاح الإشارة مرة أخري ليكون إدارة إشارة القوات المسلحة. تتمثل مهمة السلاح في توفير الاتصالات وتأمينها داخل القوات المسلحة وتطوير نظم وشبكات المواصلات الإشارية وتأمين المعلومات والبيانات المتداولة من خلال وسائل المواصلات الإشارية. هذا إلي جانب تدبير التسليح الإشاري للقوات المسلحة وتخطيط وتنفيذ المواصلات الإشارية الخاصة بالمعاونة في إزالة الكوارث والأزمات والاشتراك في مشروعات الخدمة الوطنية لتطوير شبكات الاتصالات المدنية.[285]

إدارة المشاة

إدارة المشاة "تعرف أيضاً باسم سلاح المشاة"، وشعارها «قوة، عزم، نصر». تمتد جذور السلاح بالجيش المصري إلى ثلاثة آلاف عام ق.م.، وصولاً للعصر الحديث حين أعاد محمد علي باشا تشكيل هذا السلاح بستة آلاف من المشاة المصريين عام 1823 ومنذ ذلك التاريخ استمر دور رجال المشاة في جميع الحروب التي خاضتها مصر إلى أن تحقق انتصار حرب أكتوبر. ويتميز أفراد سلاح المشاة بالتميز التدريبي والتسليحي واللياقة البدنية العالية، وكذلك القدرة على اجتياز الموانع الترابية بمهارة فائقة والعمل الجماعي المتناغم.[287][288][289]

إدارة المدفعية

إدارة المدفعية "تعرف أيضاً باسم سلاح المدفعية"، وشعارها «وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى».[290] أحد أهم الأسلحة المصرية ذات التاريخ العريق والتي كان لها دائماً دور بارز في كل الحروب الحديثة التي خاضتها مصر. يرجع تاريخ نشأة السلاح إلى أوائل القرن التاسع عشر عندما أسس محمد علي باشا قاعدة صناعية لإنتاج المدفعية كانت بمناسبة نقطة البداية لهذا السلاح الحيوي، الذي لعب دوراً رئيسياً في جميع الحروب التي خاضتها مصر، منتهياً بحرب أكتوبر، حين حول سلاح المدفعية الضفة الشرقية للقناة‏ إلى جحيم من نار ممهداً الطريق للقوات البرية للعبور‏.‏‏ يستخدم سلاح المدفعية العديد من الأسلحة والمعدات الحديثة والمتطورة ومنها المدفعية ذاتية الحركة التي تستطيع أن تتغلب على طبيعة أرض المعركة‏ وذات القدرة العالية على المناورة،‏ ومنظومات الرادارات التي تستطيع اكتشاف عدائيات‏ القوات المتحركة والبطاريات‏ وتحقق الدقة والتوقيت المناسبين‏، والمقذوفات الموجهة التي تحقق المفاجأة الكاملة للعدو ليلاً ونهاراً. بالإضافة إلى تدريب أفراد السلاح بمعهد المدفعية للعمل على هذه الأسلحة باحترافية متناهية‏. ‏[291] [292]

البرنامج الصاروخي المصري

بدأت مصر برنامجها الصاروخي في زمن الرئيس جمال عبد الناصر في يوليو 1962، حين نفذت مصر تجربة إطلاق صواريخ ناجحة في ذكرى احتفالات ثورة 23 يوليو، وقام مجلس قيادة الثورة في هذه الفترة بعرض عسكري في شوارع القاهرة ظهر خلاله نوعين من الصواريخ بعيدة المدى وهي "قادر" و"ظافر".[293][294]

إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع

إدارة المخابرات العسكرية والاستطلاع "تعرف اختصارا باسم المخابرات الحربية". هي الإدارة التي تختص بمتابعة القضايا المتصلة بالأمن القومي من الناحية العسكرية، ومتابعة وقراءة واستطلاع تحركات العدو وجمع المعلومات الخاصة بتشكيلاته القتالية واستعداداته في حالة السلم والحرب، ومسح الواقع الميداني للعمليات العسكرية بما فيها المسح الجغرافي ومطابقتها مع الخرائط العسكرية التفصيلية وتقديم هذه المعلومات إلى القيادة العسكرية والسياسية لتقدير الموقف على الأرض، ولذلك يُعد عملها حاسما في تقدير الموقف الإستراتيجي. تقوم الإدارة أيضاً بالتخطيط والتنسيق مع الشرطة العسكرية لضمان أمن المنشآت العسكرية والثكنات ومراقبة مستوي الأمن في المنشآت العسكرية بما في ذلك أمن الوثائق والأفراد والأسلحة، كما تستخدم مصادر المعلومات المتوفرة لمراقبة نشاطات العدو العسكرية، وتختص بالتأكد من حسن انضباط وولاء الضباط والأفراد، وتتعاون الإدارة مع أجهزة الاستخبارات الأخرى بالدولة لتبادل المعلومات وإنجاز المهمات بما يضمن تحقيق الأمن الوطني.[295]

إدارة الشرطة العسكرية

إدارة الشرطة العسكرية هي الإدارة المسئولة عن الحفاظ على الانضباط العسكري والسيطرة على جميع التحركات سلمًا وحرباً، وتحقيق الأمن الجنائي داخل القوات المسلحة والمشاركة في تأمين المجتمع، ومعاونة أجهزة الدولة وتقديم الخدمات المتميزة لأبناء القوات المسلحة وعائلاتهم بأسلوب حضاري. وتختص بعمليات التأمين والسيطرة على تحركات القوات وتأمين دفعها على جميع المحاور.[296]

إدارة الحرب الإلكترونية

كان لحرب الاستنزاف أكبر الأثر في ظهور سلاح الحرب الإلكترونية لكي تقوم باستطلاع ترددات الرادارات ومراكز القيادة والسيطرة وتوجيه المقاتلات وتحديد أماكنها والتشويش عليها عند اللزوم، والتأثير السلبي على كل من الطائرات وصواريخ الدفاع الجوي. وجاء قرار إنشاء سلاح الحرب الإلكترونية لسد هذه الثغرة وتم إنشاء 5 أفواج في عام 1968 وكان التسليح العام لهذه الوحدات تسليح روسي من منظومات استطلاع راداري واستطلاع لاسلكي وإعاقة راداري وإعاقة لاسلكي وبعد ذلك توالى إنشاء وحدات الحرب الإلكترونية حتى عام 1972 والتي وصل خلالها حجم القوات إلى 10 أفواج ودخلت في حرب السادس من أكتوبر 1973 وأثبتت خلالها أفواج الحرب الإلكترونية قدرتها على تنفيذ مهامها التي أنشأت من أجلها.[297]

إدارة الشئون المعنوية

إدارة الشئون المعنوية هي الإدارة المسئولة عن المراكز الإعلامية والنفسية للقوات المسلحة والتي تختص بعدة مهام منها التأمين النفسي لأفراد القوات المسلحة لحمايتهم من أي انحراف‏،‏ وتقديم التوصيات حتي يكون جميع الأفراد في حالة معنوية جيدة ولا تؤثر على أدائهم القتالي‏. ‏وتقوم بإجراء دراسات تساعد القيادة العامة على تحديد المؤثرات السلبية والإيجابية قبل أو بعد اتخاذ أي قرار‏. ‏كما تعاون في تنمية المهارات والقدرات الذهنية والقيادية‏‏ للقيادات في المستويات المختلفة وخاصة ذوي المهام الخاصة.‏ وتعاون في عملية الاختيار السليم للقيادات والأفراد لتولي المناصب‏ عن طريق التوصيف الوظيفي‏.‏[298][299]

الإعلام العسكري

يعتبر الإعلام العسكري المصري أو الإعلام الحربي، فرع متخصص في مجالات الإعلام العام للدولة، بل وأحد أدواته، فهو يعبر عن الدور الذي تقوم به القوات المسلحة من أجل تنفيذ الهدف السياسي والعسكري للدولة ودعم الفكر الحربي لدى قوى الشعب وقواته المسلحة، وكذا لمواجهة الدعاية المعادية من القوى الخارجية المناهضة للدولة.[300]

الاقتصاد العسكري

خريطة تبين مستخدمي مدرعة فهد-240.
تساهم القوات المسلحة في الاقتصاد القومي للدولة بالعديد من الأنشطة، حيث تشارك في الأنشطة الإنشائية الكبيرة، مثل المواني والمطارات ومشروعات البني التحتية للدولة، كالطرق والكباري والاتصالات والمستشفيات والمدارس، كما تقوم بتوفير وتحقيق الاكتفاء الذاتي اللوجستي للجيش من مأكل ومشرب وملبس وإيواء ودواء، وتساهم بأنشطتها الزراعية والصناعية والخدمية في توفير السلع والخدمات على مستوي الدولة وبأسعار تنافسية وجودة عالية لصالح الشعب حيث يشكل ذلك عائداً هاماً يستخدم لتوفير جزء من مطالب موازنة القوات المسلحة من خلال الدولة. تؤثر المعونات العسكرية لمصر بشكل مباشر على مستوي ونظم التسليح وتطويرها، وتأتي الولايات المتحدة على رأس الدول المانحة، حيث تعتبر إسرائيل ثم مصر أول وثاني أكبر دولتين من حيث تلقي تلك المساعدات من الولايات المتحدة، ويشكلان معاً ما نسبته حوالي 24% من إجمالي المساعدات الأمريكية حول العالم، وذلك منذ توقيع اتفاقية السلام بين البلدين عام 1979.[301]
تحيط الميزانية العسكرية المصرية السرية والشفافية المقننة والمحسوبة ويناقشها عدد محدود جداً من العسكريين ورجال الدولة المختصين، سعياً وراء تحقيق أكبر قدر ممكن من الدعم للارتقاء بمستوي المؤسسة العسكرية وجاهزيتها واستعدادها القتالي للتفوق على العدو، أو على الأقل تحقيق التوازن الإيجابي معه، حفاظاً على الأمن القومي للدولة،[301] إلا أن الشكل العام للميزانية يكون:
صافي مطالب ميزانية القوات المسلحة = المطلوب من ميزانية الدولة – (النشاط الاقتصادي العسكري + المعونات الخارجية)[301]
ويعتبر التصنيع العسكري أحد الروافد الهامة للمساهمة في الارتقاء بمنظومة الأمن القومي، حيث يساهم في توفير مطالب التسليح المختلفة للقوات المسلحة سواء بشكل كامل أو جزئي. وعندما تكون الطاقة والقدرة الإنتاجية أكبر من احتياجات القوات المسلحة، فإن الفائض يتم تصديره إلى الخارج، حيث تمثل تلك الصادرات من نظم التسليح، أحد أهم الموارد المالية والاقتصادية للدولة